أحلى عالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

على ضوء الشمعة

اذهب الى الأسفل

على ضوء الشمعة Empty على ضوء الشمعة

مُساهمة من طرف لارا 14th أغسطس 2008, 08:39

الليل ينشر غلاته السوداء على القرية النائمة في احضان الجبل المتشح بالاشجار الحرجية حيث كان يحيطها بعطف وحنان كاحتضان الام لاولادها وكان اهل القرية يغطون في سبات عميق بعد قضاء يوم من العمل الشاق في حقولهم الممتدة غربي القرية
كان الصمت مخيما وموحشا لا يعكره غير نباح الكلاب او مواء قطة بين الحين والاخر
وهنالك في الجهة الغربية يلوح للناظر ضور ضعيف ينبعث من نافذة بيت من البيوت ولو ان احدهم اقترب من المنزل ونظر من النافذة المنخفضة الى داخل الغرفة لراى شابا في مقتبل العمر لا ينقصه الوسامة وعيناه اللتان تشعان بريقا اجمل ما فيه وامل يصبو اليه من حلم يراوده منذ نعومة اظفاره

كان يجلس على مقعد من خشب قوائمه غير متينة جيدا حيث لا يفتا عن اخراج صرير هو اشبه بالانين كلما تحرك الجالس عليه وامامه منضدة مستديرة الشكل تبدو للناظر احسن حالا من جارها الكرسي كما يتضح للمتامل بانها لا تنسجم مع الاخرى
فهي ذات قوائم جميلة الشكل وحديثة الصنع في حين كانت قوائم الكرسي مهترئة وكالحة الللون وكانت المنضدة لا تجد حرجا من ان تسخر من الكرسي ولان حالها يقول يا لك من جار بشع لن اسامحك اذا ما حاولت الارض التي تنخر في قوائمك ان تتسلل الى قوائمي الجميلة للفتك بها
وكانت المنضدة تحتض اوراقا كثيرة مبعثرة بفوضى على اكثر مساحتها وعلى طرفها الذي على يمين الشاب تنتصب شمعة من الحجم الكبير توفر له ما يحتاجه من ضوء
كان الشاب مستغرقا في الكتابة قلمه ينساب على وجه الورقة في سرعة وكان كلما انهى ورقة ياخذ في قراءة ما جاء فيها عدة مرات بيد انه يهز راسه بعدم رضى وبحركة سريعة يلقي بها فوق اخواتها لان ما تضمنته لم يكن بالذي يرضاه
ويبدا المحاولة من جديد لا يفتر حماسه ولا يشعر بالياس فالياس في نظره تؤام الموت وهو يرفض التوقف عن الكتابة
بان ضوء الشمعة محاصرا من احدى الفراشات التي علقت في الشمع المنصهر ومع احتراقها انطفات الشمعة غرقتالغرفة في ظلام دامس
اخرج من جيبه علبة ثقاب واشعل الشمعة التي لم يبق على نفاذها غير القليل كان عليه ان ينهي الكتابة قبل فناء الشمعة لانه لا يملك غيرها انه ليشعر بذلك الذي يسمونه الالهام وشرع في الكتابة وها هي مفردات اللغة تنساب من قلمه على الورقة بغزارة شديدة
استغرق في الكتابة من دون حيرة وما ان انهى الكتابة حتى اصبحت الشمعة كتلة صغيرة من الشمع المذاب وضوء ينبعث من فتيل الشمعة التي تحتضر طالع ما خط قلمه بيد انه في هذه المرة شعر بالارتياح ووضع القلم
لارا
لارا
Admin
Admin

عدد الرسائل : 131
تاريخ التسجيل : 17/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى